أرقام لها دلالة في السيرة النبوية
عام بدء الوحي : قبل الهجرة بـ 13 عاما تقريباعام الهجرة و تأسيس الدولة الإسلامية: 1هـ (أي بعد الدعوة بـ 13 عاما غالبا).
الحرب مع قريش و من ولاها و حصارها اقتصاديا : من عام 1 هـ و حتى الحديبية 6 هـ..
أول توجه بالدعوة و احتكاك دعوي رسمي مع الفرس و الروم و القبط و غيرهم جاء بعد الحديبية عام 6 هـ و كان دعوة فقط دون قتال (أي بعد تأسيس الدولة بـ 6 سنوات على الأقل و بعد بدء الدعوة بـ 19 عاما).
أول حرب مع الروم (غزوة مؤتة) عام 8 هـ (أي بعد تأسيس الدولة بـ 8 سنوات و بعد بدء الدعوة بـ 21 عاما).
و تحليل دلالات التواريخ هذه يشير إلى أن سنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم هي ترتيب أولويات المواجهة مع أعداء الإسلام فلم يخض الصراع المسلح مع قريش إلا بعد إقامة الدولة و لم يخض الصراع المسلح مع الحيز الدولي (الروم) إلا بعد أن سيطر على الإطار الإقليمي بالهيمنة السياسية بقدرة عسكرية على الجزيرة العربية عبر تحالفات و معاهدات كرست هذه الهيمنة و قمتها كان صلح الحديبية و هذا أخذ ست سنوات من تأسيس الدولة 1 هـ إلى صلح الحديبية 6 هـ ثم جاءت بعدها بسنتين غزوة مؤتة عام 8 هـ ثم تبوك بعد فتح مكة.
إذن فتحديد سلم لأولويات الحرب و التدرج في مواجهة الأعداء، و ترتيب مواجهة الأولى فالأولى دون مواجهة العالم كله دفعة واحدة هو هدي سيد ولد أدم و إمام المجاهدين محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و هو السنة الواجبة و ليس هناك جهاد أفضل منه، و من ادعى أن هناك ما هو أفضل من هذا أو أوجب من هذا فقد انتقص النبي صلى الله عليه و آله و سلم، لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم المؤيد من رب الكون لم يقم بهذه المواجهة الشاملة للعالم كله دفعة واحدة منذ بعثته و حتى وفاته، و حتى إنه لم يغز الفرس حتى وفاته رغم عداوتهم له، و حتى ابو بكر الصديق خير هذه الأمة كلها بعد نبيها لم يقم بحركة فتوحاته العالمية إلا بعد قضائه على حركة الردة داخل الدولة الاسلامية.