دعوة للتفكر في حال المسلمين اليوم
يتعطش المسلمون للانتصارات والبطولات، وذلك منذ الهزيمة المريعة التى أوقعتها دول أوربا بالعالم الإسلامى فى العصر الحديث، خاصة منذ القرن 19 الميلاد وحتى الآن، وهذا أدى لأزمة خطيرة، وهى أن أنواعا من متهورين وانتهازيين ومتاجرين بقضايا الإسلام والمسلمين ومتصدرين للقيادة بغير كفاءة ولا استحقاق استغلوا هذا التعطش لتحقيق رغباتهم الشخصية، وذلك عبر ركوب واستغلال مشاعر المسلمين وخداعهم بانتصارات أحيانًا وقتية قصيرة العمر، وفى أغلب الأحيان هى وهمية أو افتراضية ولا تمت للواقع الحقيقى بصلة.
لقد كان من الممكن أن تمثل دعوات الانضباط بالفقه، وبفقه السياسة الشرعية، والتعقل فى إدراك الواقع العملى طريقا بديلا يلوذ به المخلصون والصادقون، ذوو الاتزان النفسى من المسلمين، إلا أن الأمة الإسلامية كما ابتليت بالمتهورين والانتهازيين ومحبى الرياسة من غير الأكفاء، فقد ابتليت أيضا برموز متخاذلة أشربت قلوبها الجبن وحب الدنيا، استخدمت دعوات التعقل والتفكر التفقه والحكمة كستار لجبنها وتخاذلها وتعلقها بأهداب الدنيا، وهو أمر شوه وشوش الأمر فى عقول عامة المخلصين والصادقين من شباب الأمة، فصار بينهم وبين دعوات التعقل والتفقه والحكمة حاجز نفسى لارتباطها فى أذهانهم بالتخاذل والجبن، وانطلقوا يتسابقون على الهلكة تحت رايات الانتصارات الوهمية أو المؤقتة، أو حتى الافتراضية.
ولكن على كل حال فإنه لا سبيل صحيح إلا سبيل النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو سبيل كتبنا عنه مرارًا سابقًا، وسنستمر فى الكتابة عنه، إن شاء الله.
قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم “انما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتوق الشر يوقه” (حديث حسن) و قال تعالى “و لقد يسرنا القرآن الذكر فهل من مدكر “.. و قال تعالى “و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”.