ترامب

بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.. لا حل للمسلمين إلا بالاعتماد على أنفسهم

معادلة السياسة الدولية كل عناصرها تظل ارقامها ثابتة وتكاد تكون غير قابلة للتغيير عدا عنصرنا نحن فنحن الرقم الوحيد القابل للتغيير ولو تغير سيغير نتيجة المعادلة كلها.. لكننا نصر على عدم التغير رغم اننا نعيش سوءا منذ عدة قرون (وان شهدنا تطورا خفيفا يستمر ببطء منذ نحو ثلاثين عاما).
ونحن نقف موقف رفض التغيير هذا رغم النص القرآنى الواضح (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

وكما اننا كأمة مسلمة بحاجة لتغيير رقمنا بالمعادلة الدولية فنحن أيضا بحاجة لتغيير رقمنا بمعادلات فرعية مثل معادلة العلاقة بين الحكام والمحكومين فى بلاد المسلمين.. وكذا معادلة وجود الحركات الاسلامية والعلاقات بينها والوزن النسبى والوزن العام لكل منها.

وخلاصة كل هذه الخاطرة أنه لا حل سوى بتغيير رقمنا فى كافة المعادلات.. وهذا فعلا ممكن اذا اصبنا توفيقا من الله تعالى.

الشعب كغنم تركها الراعى نهبا للذئب.. فهل نلوم الغنم ام نلوم الراعى أم نلوم الذئب؟؟ والراعى هو القيادة الإسلامية التى هى غير موجودة أصلا الآن أو تعانى من أزمات عدة تعوقها عن القيادة..

قال تعالى (إنا كل شئ خلقناه بقدر)، فهل هناك شئ مهما كبر او صغر يجرى فى الكون كله (يتحرك او ينفعل او يسكن) بغير ارادة الله القدرية المقدرة قبل خلق كل شئ؟؟!!!
بالطبع لا…

الفيلد مارشال رومل

المنطقة العربية والحرب العالمية الثانية فى مذكرات ثعلب الصحراء رومل (2 من 2)

نواصل كتابة محاور رئيسة عن انطباعى بعد قراءة مذكرات رومل، وأوضحها بنقاط فى السطور التالية.

لكن قبل تقديم هذه الانطباعات يجدر بى الايضاح أن هذا المقال (بحلقتيه) ليس عرضا لمذكرات رومل ولكنه إلتقاط لدروس تكتيكية وإستراتيجية وأحيانا إدارية ونادرا سياسية اقتطعتها من كلام رومل تارة واستخلصتها من مرامى كلامه فى هذه المذكرات تارة أخرى.

-تظهر هذه المذكرات كيف أن سوء الإدارة والنزاعات بين الإيطاليين والألمان من جهة وأيضا سوء الإدارة والتحاسد والإهمال الإدارى داخل القيادة الألمانية نفسها لعب ذلك كله الدور الرئيسى فى هزيمة رومل في أفريقيا ومن ثم هزيمة ألمانيا بشكل كامل في الحرب العالمية الثانية لأن رومل كان يعانى من تقتير ألمانيا وإيطاليا في إمداده بالامدادات اللوجستية التى يحتاجها رغم قصر المسافة بينه وبين إيطاليا وكذا ألمانيا ورغم أنه كان مرصود لحملته بأفريقيا آلاف المركبات والدبابات والمدافع وعشرات آلاف الأطنان من الذخائر والبترول وكان بعضها مخزن لحساب رومل في إيطاليا والبعض الآخر في ألمانيا ولكن كل هذه الكميات لم تصل إلى رومل أبدا رغم إلحاحه ومقابلته المباشرة لموسيلينى وهتلر عدة مرات لهذا الغرض، وعاق وصولها سوء الإدارة وتنازع أقطابها وتحاسدهم فضلا عن الإهمال الإدارى والسياسي في هذا المجال.

-كشف رومل في بداية مذكراته أن نجاح الألمان (وكان هو من قادة الحملة الرئيسيين) فى احتلال فرنسا وبلجيكا ليس كما ظن ليدل هارت (أحد أبرز القادة وعلماء الإستراتيجية البريطانيين بالعصر الحديث وبالحرب العالمية) من أن قوات الألمان كانت متفوقة فى العدد والتسليح، وأثبت أن سبب النصر الألمانى هو سرعة الحركة واعتماد تكتيكات المباغتة والسرعة والمحافظة على استمرار الإمساك بالمبادرة مع انهيار معنويات الفرنسيين وارتفاع معنويات الألمان وذكر أدلة وتفاصيل هذا كما ذكر أرقام القوات حيث كانت القوات الألمانية مكونة من ١٣٦ فرقة بينما كان للفرنسيين وحلفاءهم البريطانيين ١٥٠ فرقة.. وربما ذكر إحسان الألمان لاستخدام النيران المركزة والقصف الجوى.

-من تحليلات رومل لانتصاراته على البريطانيين في أفريقيا أن أسلحة الألمان كانت أحدث وأقوى ونيرانها أقوى وأكثف ودبابتهم أعلى تدريعا كما اجاد الألمان تكتيكات حرب الدبابات الثقيلة وأبدعوا فيها بينما ظل البريطانيون لسنوات لا يجيدون ذلك فضلا عن خفة تدريع دباباتهم إلى أن صنعوا الدبابة “الجرانت” وجاءتهم الدبابة الامريكية “شيرمان” كما أشار بهذا الصدد أيضا إلى ضعف المدافع البريطانية والإيطالية.

-لاحظ رومل وأشار الى قلب سلاح الطيران الأمريكى والبريطانى للموازين في نهاية الحرب مما ساعد في هزيمة الألمان في أفريقيا ثم في إيطاليا ونورماندى وإلى نهاية الحرب حيث تمكنت أمريكا من صناعة كميات كبيرة من الطائرات وبمستوى يضاهى المستوى التقنى للطائرات الألمانية، كما وفرت الولايات المتحدة أعدادا أكبر حتى كانت توفر ٤٠٠ طائرة قاذفة تهاجم في وقت واحد القوات الألمانية بمعركة واحدة، وهكذا ضربت إستراتيجية القصف الجوى الكثيف والمركز الإستراتيجية الألمانية التى تميزوا بها لسنوات والمرتكزة على القوات المميكنة سريعة الحركة المكونة من البانزر والقوات المحمولة.

-أوضح رومل وعيه بأهمية المنطقة العربية لحسم الحرب كلها (ويسميها أفريقيا) ويؤكد على أنه لو احتلها الألمان لتمكنوا من هزيمة الحلفاء لأنها ستمكنهم من السيطرة عل البحر المتوسط وخنق الاتحاد السوفيتى فضلا عن توفيرها النفط بوفرة للألمان وهو لازم لحركة الدبابات والطائرات والمركبات مما سيمكنهم من شن هجمات أكثر والمناورة تكتيكيا بالقوات كما يشاءون (لأن المناورة تحتاج حركة بالدبابات والآليات والطائرات وهذه كلها تحتاج مزيدا من الوقود للقيام بهذه التحركات).

-أظهر روميل وعيا بأهمية وخطورة إستراتيجية القصف الجوى وأهمية احتلال القواعد اللازمة لتوفير السيطرة الجوية على مناطق المعارك وتوفير كميات كثيفة من الطائرات القاذفة وتوفير البترول اللازم لحركتها.

-أكد على أهمية حسم معركة الأطلنطى عبر الغواصات ليتمكن الألمان من منع الإمدادات الضخمة الآتية للحلفاء من أمريكا واعتبر أن هذا هو ما سيحدد نتيجة الحرب كلها.

-ظهر تقدير رومل البالغ لأهمية الموارد الاقتصادية وكونها حاسمة فى تحديد نتيجة الحرب عندما اعتبر أن فرصة ألمانيا فى الفوز بالنصر فيى الحرب العالمية الثانية أصبحت ضئيلة بعد دخول الولايات المتحدة للحرب بسبب الموارد الاقتصادية الضخمة لأمريكا خاصة فى الصناعة.

-أوضح رومل تحليله للطبيعة الشخصية للتفكير العسكرى عند “مونتجمرى” وسلوكه بالحرب فقال: “ومن مبادئه ألا يدخل معركة ما لم يتأكد من انتصاره فيها وبالطبع هذا أسلوب لا ينجح إلا إذا صحبه التفوق المادى مع إحرازه لهذا التفوق بالفعل.

وكان حذرا للغاية بل إنى أعتقد أنه كان مبالغا فى حذره ولكنه استطاع استخدام هذه الصفة لمصلحته وقد كان يتمتع بصفات استراتيجية أكثر منها تكتيكية، إلا أنه لم يكن ممتازا فى قيادة القوات فى المعارك الميكانيكية بالرغم من معرفته لأهمية تطبيق هذه المبادئ، اما فى مجال التخطيط الاستراتيجى فقد كان رائعا وخاصة فى معارك الغزو التى قادها، ومن الصعب أن نجد له خطأ إستراتيجيا واحد.

وفى الحقيقة كانت القاعدة العامة بالنسبة للقادة البريطانيين الكبار أن أغلبهم كانوا يفكرون بأسلوب استراتيجى أكثر منه تكتيكيا، وعند وضعهم للخطط وقعوا فى خطأ وهو أنهم كانوا يهدفون للحصول على ما يمكنهم القيام به تكتيكيا.”أ.هـ. بالنص كلام رومل. 

-من تحليل رومل السابق لمونتجمرى والقادة البريطانيين يظهر أن رومل يتبنى رؤية استراتيجية تجيز التحرك بامكانات قليلة لتحقيق أهداف كبرى والانتصار بمعارك كبرى اعتمادا على المناورة والابداع الاستراتيجي والتكتيكى كى تعوض كل من المناورة والابداع نقص الإمكانات المادية، فما رأيكم هل هذه رؤية صحيحة؟؟

إقرأ الحلقة الأولى من هذا الموضوع هنا..

 
 

روميل وهتلر

المنطقة العربية والحرب العالمية الثانية فى مذكرات ثعلب الصحراء رومل (1 من 2)

قرأت مؤخرا مذكرات ثعلب الصحراء الفيلد مارشال رومل، وكنت منذ سنوات طويلة قد قرأت وتأملت عبر العديد من المراجع الحرب العالمية الثانية ومشاريع هتلر والحلفاء من كل جوانبها السياسية والاقتصادية والإستراتيجية كما درست أغلب معاركها وإستراتيجيات هذه المعارك، ولكن قراءتى المتأخرة لمذكرات ثعلب الصحراء أوضحت لى أمورا عديدة ربما كنت غفلت عن بعضها من قبل وربما كنت نسيت بعضها الآخر، وأجد الآن أنه من المفيد كتابة محاور رئيسة عن انطباعى بعد قراءة مذكرات رومل، وأوضحها فى نقاط بالسطور التالية.

لكن قبل تقديم هذه الانطباعات يجدر بى الايضاح أن هذا المقال (بحلقتيه) ليس عرضا لمذكرات رومل ولكنه إلتقاط لدروس تكتيكية وإستراتيجية وأحيانا إدارية ونادرا سياسية اقتطعتها من كلام رومل تارة واستخلصتها من مرامى كلامه فى هذه المذكرات تارة أخرى.

-فى البداية أوضح أن هذه المذكرات هى مجموعة أوراق كتبها رومل أثناء حملته لاحتلال فرنسا ثم حملته فى أفريقيا ثم عودته لجبهة فرنسا، وطبعا كان رومل حرق أجزاء كثيرة من أوراقه عندما ساءت علاقته بـ”هتلر” كما ضاع جزء آخر من أوراقه التى لم يحرقها أثناء محاولات زوجته إخفاءها عن هتلر ثم إخفائها عن قوات الاحتلال الأمريكى لألمانيا.

-أكدت لى هذه المذكرات أن رومل كان ينتصر بمعاركه عبر موارد قليلة وأحيانا ضئيلة فقد كان ينطبق عليه المثل المصرى السائر “يصنع من الفسيخ شربات”، ووصل به الأمر فى معاركه الأخيرة بتونس أن واجه ألف دبابة بريطانية متقدمة بـ20 دبابة ألمانية فقط وتمكن من مواجهتها ثم التخلص منها والانسحاب بخسائر ضئيلة.

-كان روميل يخوض معاركه معتمدا على سرعة تحريك قواته وخفة حركتها فى ظل إجادته لتكتيكات حرب الدبابات الثقيلة واستخدامه المتميز للدبابات الألمانية التى كانت وقتها الأكثر تقدما وتفوقا فى العالم كله. (إلى أن تمكنت بريطانيا فى آخر سنوات الحرب من تصنيع دبابات ثقيلة “الجرانت” كما أن أمريكا صنعت دبابات أخرى قوية ومتقدمة أيضا بنفس التوقيت أبرزها “شيرمان”، علما أن وصول الحلفاء لتصنيع دبابات تضاهى نظيرتها الألمانية بنهايات الحرب هو من الأسباب التى مكنت الحلفاء من الانتصار فى الحرب).

-سرعة وخفة حركة القوات التى يقودها روميل لم تأت من فكر رومل الإستراتيجى هو وأغلب القادة الألمان فقط ولكنهم حققوا ذلك بفعل ميكنة قوات المشاة عبر حملها على السيارات والدبابات الخفيفة، بجانب فرق البانزر التى اعتمدت أصلا على الدبابات الألمانية الثقيلة المتقدمة بمقياس ذلك الوقت.

-أجاد رومل استخدام قوة الصدمة المتولدة من تشكيل القوات الألمانية التى دائما ما اعتمدت على فرق البانزر والمدفعية الثقيلة سواء الهاوتزر أو المضادة للطائرات أو المضادة للدبابات.

-اعتمد رومل دائما على تثبيت جبهة العدو بإيهامه بالهجوم بالمواجهة وفى نفس الوقت يحرك قواته بسرعة وخفية للالتفاف على قوات العدو ومباغتتها بسرعة وقوة من ظهرها أو أجنابها.

-حرص رومل دائما على مهاجمة العدو وملاحقته عندما يكون هذا العدو بأسوأ حالاته سواء عقب تكبده خسائر كبيرة أو قبل اكتمال قدرات هذا العدو أو اذا كان فى موقع سيئ غير محصن أو فى حالة نقص الإمدادات أو انقطاعها أو تأخرها أوبطئها عن ذلك العدو.

-كان رومل يحرص دائما على ألا تكون أجنابه أو ظهره مكشوفا غير محصن وألا يكون سهل لهجوم العدو، فكان دائما يحذر من مباغتة أجنابه أو ظهره فضلا عن جبهته، كما كان يحذر أن يضرب العدو خطوط إمداداه.

-عندما تقرأ مذكرات رومل هذه تجده يشرح دور الموارد بالتفصيل فى عملية النصر بالمعارك التى خاضها ويحلل كل مفردات هذه الموارد سواء من حيث الكميات ككميات البترول اللازم لتسيير المركبات والدبابات والطائرات وكميات الذخيرة وكميات الأسلحة المختلفة كالمدفعية والمركبات والدبابات والطائرات وذخائرها..الخ، كما يحللها من حيث النوع من حيث مدى تقدم الأسلحة التقنى ومدى غزارة نيرانها ومدى فاعلية وتأثير أنواع ذخائرها، ورغم أن هذا أمر بديهى بالنسبة للعسكريين المحترفين من أمثاله إلا أنه أمر من المهم أن نتعلمه نحن العرب بعد أن أفسد خطاب الناصريين والقوميين (وتبعهم في هذا بعض الاسلاميين) عقول العرب بمختلف توجهاتهم السياسية والدينية فصاروا لا يفكرون بالمنطق بل بالشعارات الرنانة فارغة المضمون وهو أمر يوقعنا فى نكسات وهزائم يومية نتردى فيها ونحن نتبجح بالشعارات الفارغة بكل صفاقة وكأننا لا نتكبد الهزائم والخسائر  يوميا.

-ومن الموارد المهمة التى اهتم رومل بتحليلها وشرح دورها فى عملية النصر أو الهزيمة بمعارك الحرب العالمية الثانية موارد غير مادية مثل المعنويات وخبرات القادة وطريقة تفكيرهم وتركيبتهم النفسية والإهمال الإدارى أو الفاعلية الإدارية والتحاسد الإدارى وإن كانت هذه الأمور الثلاثة الأخيرة تعرض لها بحرص أحيانا لأنه كان يكتب وهو جزء من مواطنى ألمانيا تحت حكم هتلر ولم يصلنا أو هو لم يكتب شيئا بعدما ساءت علاقته بهتلر ولا بعدما أمره هتلر بأن يتجرع السم طواعية وسرا مقابل أن يترك هتلر زوجة رومل وابنه أحياء.

واقرأ الحلقة الثانية على الرابط التالي:

المنطقة العربية والحرب العالمية الثانية فى مذكرات ثعلب الصحراء رومل (2 من 2)