تقسيم سوريا

مستقبل تقسيم سوريا على المدى المتوسط

كتب- عبد المنعم منيب

بالنسبة لمستقبل سوريا فأظن أنه سيكون تقسيم سوريا الى دولة كردية بالشمال و ثانية درزية بالجنوب و ثالثة علوية بالساحل ثم سنية او سنيتين ببقية المناطق..

والدولة العلوية سيطيرون من رأسها أسرة الأسد و يبرزون قيادة علوية جديدة ترضى روسيا وإسرائيل وتبتعد ولو قليلا عن إيران، لأن هذا ما تريده إسرائيل ويبدو انه مرضى لروسيا ويبدو أن أميركا تسير فيه بسوريا منذ فترة ليست قصيرة..

العقبة هى معارضة تركيا لدولة كردية وهذا ستحله أميركا وإسرائيل مع تركيا بشكل ما.. وهناك معارضة إيران لتقليص نفوذها .. لكن المهم هو إسرائيل وأميركا ومعهم هنا روسيا..

فروسيا تصطنع منذ فترة طويلة تابعين لها بالقوات والأجهزة الأمنية بمناطق بشار وهؤلاء سيكون الاعتماد عليهم بدولة علوية..

الإشكالية هى مدى تجاوب إيران مع هذا..

روسيا لها مصالح كثيرة مع أمريكا وواضح أن أميركا تلوح بمكاسب ما لروسيا وهذا معلن ولكن لم يعلن تحديد لها..

لكن هناك العقوبات الاقتصادية وهناك الصراع على شرق أوروبا خاصة أوكرانيا وهناك التعاون مع الناتو.. الخ فكل هذا به مكاسب لروسيا يمكن لأوروبا وامريكا تقديم شىء منها لروسيا مقابل تنفيذ الأجندة الإسرائيلية فى سوريا..

وروسيا متعطشة لمثل هذه المكاسب لكنها تتريث لكى تكسب أكثر ولكى لا تفقد قواعدها فى سوريا.
وهذا المستقبل يتشكل هكذا بسبب أنه لم تعد هناك دولة عربية أو إسلامية عظمى تحفظ حقوق العرب والمسلمين وسط الديناصورات الذين يتحكمون فى العالم..

وأظن ان هذا التقسيم هو الخيار المقبول لجميع القوى التى لها يد فى الصراع داخل سوريا عدا تركيا ولكنه سيقر فى النهاية ما لم تمنعه قوة عربية أو إسلامية قادرة على مواجهة كل قوى العالم والضغط عليها (وهذه القوة غير موجودة حتى الآن).

زيارة ميسي إلى مصر والفقر المنتشر

خاطرة غريبة حول زيارة ميسى إلى مصر

كتب- عبد المنعم منيب

أمس كنت فى العمل ليلا فرأيت على الشاشات حفلة ميسى ورأيت لقطات الابتسامات والسعادة البالغة على وجوه الوزراء الحاضرين ورأيت ما بالحفل من بزخ معروف ان هدفه جذب السياحة لمصر.. ولكن .. لسبب لا أعلمه قفز لذهنى فى هذه اللحظة شاه إيران الأخير محمد رضا بهلوى وما كان يقيمه من حفلات اتسمت بالبذخ بينما كان مواطنوه فى العاصمة طهران يعيشون مع مياه الصرف (المجارى) وربما شرب بعضهم منها أو استعملها ببعض حاجاته..
تقرير منظمة حقوقية مصرية
ويأتى هذا الحفل بنفس اليوم الذى صدر به تقرير لمنظمة حقوقية مصرية معتمدا على بيانات وارقام حكومية وأكد ان ١٠٪ من اغنى المصريين ينفقون ١٠٠ ضعف من ما ينفقه افقر ١٠ ٪ من المصريين فى الحضر بينما فى الريف ينفق الاغنى ٧٠ ضعف الأفقر.. ونشرت رويترز عرضا للتقرير، وربما هذا ما ضغط على ذهنى.
على العموم مش عارف إيه فكرنى بالمجحوم رضا بهلوى فى ظل فرحة المصريين بميسى وفرحة زملائى وتغزل بعضهم بالبنات العريانة اللى غنت فى الحفل بينما نعت آخرون هذه البنات بألفاظ ما اقدرش اكتبها.

محرقة سوريا وحلب

حول محرقة سوريا وحلب .. حسبنا الله ونعم الوكيل

لماذا تسعى فرنسا لعقد مؤتمر دولى لبحث مذابح حلب كما تتحرك قوى كبرى لعقد اجتماع لذلك بمجلس الأمن الدولى رغم وجود الفيتو الروسى والصينى ورغم معرفة اوروبا وامريكا علم اليقين ان لا شيء سيوقف روسيا وايران سوى السماح لثوار سوريا بالتسلح الحقيقى؟؟
السبب هو ان المؤتمرات الدولية بالامم المتحدة وبغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية الحكومية تستخدم اما للالهاء او اضفاء شرعية عل باطل وتكريسه و هى هنا بحالة سوريا هدفها الهاء الشعوب حتى تنتهى القوى الكبرى من انجاز ما تريد بالقوة على الارض فعليا.
اوضح هذا للقراء الأعزاء لانى سبق وان اوصيتهم بأن يفكروا بمنطق الفاعلين، وهذا هو منطق الفاعلين الدوليين والاقليميين كما شاهدته من افعالهم وسمعته من اقوالهم طوال الثلاثين عاما السابقة وقرأته عنهم طوال التاريخ الحديث.

***

نفسى اعرف اين المشايخ والحركيين الاشاوس اللى كانوا كل شوية يهللوا من اجل الرسوم الدنماركية ويطلقون دعوات المقاطعة الاقتصادية لها؟ 
اين هم الآن مما يحدث فى حلب وسوريا كلها؟؟ الا تستحق ايران والعراق وروسيا دعوات مقاطعة وتوقيعات مشايخ وبيانات اتحاد علماء المسلمين وغيره من منظمات؟؟ 
ام ان هؤلاء كانت لهم اغراض اخرى غير الغيرة على الدين وقت رسوم الدنمارك؟؟

***

لا حل للمحرقة فى سوريا وحلب إلا بالضغط المباشر والمستمر على روسيا وإيران، خاصة ان اقتصاد الدولتين ضعيف ويعانى ولا يحتمل أى ضغط.
وما سوى هذا فلن يجدى بل يضيع الوقت ويلهى عن المحرقة فقط.

ترامب

بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.. لا حل للمسلمين إلا بالاعتماد على أنفسهم

معادلة السياسة الدولية كل عناصرها تظل ارقامها ثابتة وتكاد تكون غير قابلة للتغيير عدا عنصرنا نحن فنحن الرقم الوحيد القابل للتغيير ولو تغير سيغير نتيجة المعادلة كلها.. لكننا نصر على عدم التغير رغم اننا نعيش سوءا منذ عدة قرون (وان شهدنا تطورا خفيفا يستمر ببطء منذ نحو ثلاثين عاما).
ونحن نقف موقف رفض التغيير هذا رغم النص القرآنى الواضح (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

وكما اننا كأمة مسلمة بحاجة لتغيير رقمنا بالمعادلة الدولية فنحن أيضا بحاجة لتغيير رقمنا بمعادلات فرعية مثل معادلة العلاقة بين الحكام والمحكومين فى بلاد المسلمين.. وكذا معادلة وجود الحركات الاسلامية والعلاقات بينها والوزن النسبى والوزن العام لكل منها.

وخلاصة كل هذه الخاطرة أنه لا حل سوى بتغيير رقمنا فى كافة المعادلات.. وهذا فعلا ممكن اذا اصبنا توفيقا من الله تعالى.

الشعب كغنم تركها الراعى نهبا للذئب.. فهل نلوم الغنم ام نلوم الراعى أم نلوم الذئب؟؟ والراعى هو القيادة الإسلامية التى هى غير موجودة أصلا الآن أو تعانى من أزمات عدة تعوقها عن القيادة..

قال تعالى (إنا كل شئ خلقناه بقدر)، فهل هناك شئ مهما كبر او صغر يجرى فى الكون كله (يتحرك او ينفعل او يسكن) بغير ارادة الله القدرية المقدرة قبل خلق كل شئ؟؟!!!
بالطبع لا…

حازم صلاح أبو اسماعيل

هوامش حول تجربة الشيخ حازم أبو اسماعيل في مصر

شخص ما قال لك: … “حذاري.. إن فلان سيأتي من وراء ظهرك من هذه الجهة ويطعنك في ظهرك فيسقطك ارضا ثم يتقدم تجاهي أنا أيضا ويطعنني بعدك”.

وظل يردد التحذير : “انظر إنه قادم وأنا حذرتك، يجب ان تصدقني لأنه سيطعنك ثم يطعنني”.

وظل يردد تحذيراته هكذا وهو ينظر للخطر قادم يحمل خنجرا حتى طعن الضحية ثم تقدم للمحذر نفسه فطعنه كما سبق وحذر من قبل في تطابق كامل مع مضمون التحذير.

هذا سيناريو لمشهد قصير يجسد بدقة ما فعله الشيخ حازم أبو إسماعيل (فرج الله عنه).

حذر وحذر وظل يحذر ويحذر ولكنه لم يتخذ أي خطوات من شأنها أن تمنع وقوع الخطر.

كان يمكن ان نعتبره مصيبا لو أنه كان قدم نفسه كمفكر أو كاتب أو داعية، دوره ينحصر في التعليم والتوعية الفكرية، لكنه قدم نفسه على أنه زعيم سياسي، وسعى لترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، كما سعى لتأسيس حزب، وقاد فاعليات سياسية شعبية.

إذن فواجبه القيام بعمل سياسي ضخم مكافئ ومناسب لضخامة الخطر، ومكافئ ومناسب لضخامة الكاريزما التي تمتع بها وجمع بها افئدة الملايين حوله، ورغم أنه قدم نفسه كفاعل سياسي لكنه اكتفى بدور خطيب الجامع الذي لا يمكنه فعل شئ سوى الخطابة وإطلاق التصريحات الإعلامية.
هامش
كتبت هذه الفقرات المحدودة بشكل سريع وعام، بناء على تساؤلات العديد من الاخوة عن رأي الشخصي في دور الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل، ولكن من المحتمل أن ندرس تجربة الشيخ حازم دراسة مستفيضة تعتمد على استقصاء السلبيات والايجابيات فيما بعد ان شاء الله.

القرآن يهدينا للصواب

كيف السبيل الى الطريق الإسلامي الثالث؟

أنا حذفت مقال توقفي عن الكتابة لئلا يكون دعوة للسلبية، وسأعمل على الاستمرار بالكتابة، لكن لدي عدة ملاحظات بشأن تعليقات الأصدقاء ربما أتعرض لها فيما بعد بشكل غير مباشر عبر كتابات منتظمة ان شاء الله.
وبشكل عام أحب أن أوضح أن سبب الميل للتوقف لم يكن أيا مما ذكره بعض المعلقين .. الأمر ببساطة حالة زهق نفسي بسبب العجز عن التصدي العملي لما يحدث هنا وهناك ليس عجزي شخصيا فقط ولكن عجز الأمة بعامة.
أمر آخر هو ما أشار إليه أحد القراء من أنه إما الكتابة وإما حمل السلاح، وأنا منذ فترة طويلة أريد الكتابة عن العمل المسلح ولكني قليل الانتاجية في الكتابة منذ فترة طويلة، وخلاصة رأي: أنني أنعم الله علي منذ نعومة اظافري بالنقد والتقييم الدائم لما اشاهده من احداث سياسية وغيرها ومن هنا فقد قيمت المحاولات المتكررة لجماعة الجهاد المصرية لتنفيذ إنقلاب عسكري بمصر باعتبارها خاطئة وغير ذات فائدة وأسوأ منها محاولات الجماعة الاسلامية منذ ١٩٨٨ وحتى ١٩٩٨ للضغط على نظام مبارك عبر عمليات مسلحة، وكل هذا له تفصيل طويل سوف أكتبه بمناسبة اخرى ان شاء الله، ولكن أريد هنا الآن أن أشدد على أهمية العلم قبل القول والعمل كما بوب الامام البخاري في صحيحه، فمرة دار نقاش بيني وبين شخص على الفيس بوك، حول العمل المسلح حيث كان هو يشدد ويحض عليه فقلت له هل درست تجربة جماعة الجهاد المصرية منذ نشأتها بمنتصف الستينات وحتى اندماجها في منظمة القاعدة عام ١٩٩٨ وكذلك تجربة الجماعة الاسلامية بمصر منذ الثمانينات وحتى ١٩٩٨؟ 
فقال لي لا ، فقلت له يجب ان تدرس جيدا اولا كل التجارب السابقة من كافة الجوانب قبل أن تتبنى رأيا.. وانتهى هنا النقاش على ما أذكر.

ولذلك فأنا كتبت إثر الانقلاب على الدكتور محمد مرسي، مستنكرا على من يدعون للعمل المسلح قائلا: ألم يستخدم هذا التكتيك سابقا وفشل؟ ما لكم تدعون له كأنه لم تسبق تجربته.
وهذا كله لا يعني موافقتي على تكتيكات الاخوان فأنا انتقدتها أيضا.

إن شخصا قتل الآلاف وحرق المئات وسجن عشرات الآلاف علانية في الشارع من أجل كرسي الحكم لايمكن أن يتنازل عن هذا الكرسي لأنك تحرجه بحشد المظاهرات في الشوارع والميادين، كما أن النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا لن يستحي من مظاهراتك ولن توجعه دماءك المسفوحة ويزيل حاكم هو صديق له والمفضل لديه، وذلك كله لسبب بسيط وهو أن هذا الحاكم لم يأت للحكم إلا بضوء أخضر من هذا النظام الدولي وبدعم منه، ويظل هذا النظام يدعمه ويدعم أي حاكم صديق للغرب مادام يقمع الحركات الاسلامية، ويمنع قيام نظام حكم يحكم بالشريعة، ومن يجادل في هذا فهو شخص لايدري شيئا عن مجريات السياسة الدولية والاقليمية منذ حملة نابليون على مصر والشام وحتى الآن.

أيضا انتقدت استراتيجيات منظمة القاعدة وتنظيم الدولة، لأسباب متعددة أوضحت عددا منها في عدد من المقالات السابقة.
الاشكالية في صنفين من الناس يصنعون الاستراتيجيات والتكتيكات او يروجون لها من بين صفوف الحركات الاسلامية:
صنف لا علم له ولا فهم ولا ابداع فهو يحفظ ويردد، وهذا كيف نناقشه؟
إن قلت أنا له لماذا حارب تنظيم الدولة ضد الجيش السوري الحر فيرد إنهم كفار، وطبعا لا أسلم له بهذا التكفير ولكن لو سلمت له به من باب الجدل فكيف أقنعه بأن الكفر في حد ذاته ليس سببا للقتال، فالفرس المجوس كانوا كفارا ومعادين للنبي صلى الله عليه واله وسلم شخصيا، ومزقوا خطابه لهم ، ومع هذا لم يحاربهم صلى الله عليه واله وسلم بل مات دون أن يوجه إليهم غزوة واحدة، وكان الروم كفارا ولم يحاربهم النبي صلى الله عليه واله وسلم غير بعد 8 سنوات من بناء دولته، وكانت الجزيرة العربية مملوءة بالكفار لكنه صلى الله عليه واله وسلم لم يحاربهم كلهم بل حارب البعض وترك البعض، وهذا كله وغيره يثبت أن الكفر وحده ليس مدعاة للحرب، بل والعداوة ليست موجبة للحرب على الفور.
ولوقلت له إن على تنظيم الدولة أو جبهة النصرة أو غيرهما كفالة الأمن الدولي والاقليمي للرعية التي يحكمونها تجده يقول لك هذه هي امكاناتهم فماذا يفعلون؟؟

فلو رددت عليه بمفهوم الردع أو التوازن أو غيره تجده لا يدرك كنه ولا جوهر هذه المفاهيم.

فهذا الصنف لم يدرس لا فقه السياسة الشرعية ولا الاستراتيجيات العسكرية ولا الاستراتيجية الشاملة ولا الأمن الدولي والاقليمي ولا السياسة الدولية فكيف تناقشه في قضايا مرتبطة بكل هذا الذي لم يدرسه، وهو يرفع في وجهك شعارات الجهاد في سبيل الله والبذل والفداء والفوز في الاخرة..الخ.
الصنف الثاني هم الرؤوس وقد درسوا الفقه وحفظوه، ولكنهم لم يحصلوا ملكة الفقه، فهم ظاهريون مع ما حفظوه من كلام ابن تيمية، و لايمكنهم الابداع الفقهي مثل ابن تيمية ابداعا يتفاعل بشكل صحيح مع المشكلات الحالية، وبعضهم درس استراتيجية وأمن وحفظ الكثير عنهما، ولكنه هو ليس استراتيجيا فهو يحفظ ويردد ولا يمكنه ابداع رؤى جديدة تحل المشكلات الحالية الصعبة، ولذلك تجدهم لا يجيدون الاستراتيجية الشاملة لحاجتها لفهم عميق وابداع وطرح تطبيقات، ولذلك فرغم رفعهم مراجع مهمة على شبكة النت وترويجها بين أتباعهم تجدها كلها في الاستراتيجيات العسكرية والتكتيك والأمن الداخلي، لاتكاد تجد منها مراجع في الاستراتيجية الشاملة ولا الأمن الدولي والاقليمي والعام والسياسة الدولية، لذلك فاستراتيجياتهم القليلة التي أطلقوها (مثل ما أطلقه أبو مصعب السوري أو صاحب كتاب التوحش) هي ثوب مملوء بالخروق و يكشف أكثر ما يستر. 
ومن هنا فالنقاش الفكري والكتابة لمثل هذا الجمهور هو امر بالغ الصعوبة.
وربما ضربت الأمثال الأخيرة من التيار الجهادي لأنهم الأكثر نقاشا ولكن نفس الصنفين موجودين لدى تيار الاخوان ومن لف لفهم الا أنهم أضعف من الجهاديين في شئون الأمن والاستراتيجية باستثناء حركة حماس.
أعرف التعليق الجاهز “وايه الحل هو أنت لا يعجبك أحدا”، وردي “نعم لا يعجبني أحد، لسبب بسيط زهو أن حالنا لا يمكن أن يعجب أحدا”، وأريد أن أهز عقول الناس وأفكارهم لتعصف أذهانهم بأفكار جديدة و يخلقوا طريقا ثالثا غير الطريقين المطروحين الآن.

 
 

مراكز التفكير والبحوث

من يفكر للحركات الإسلامية ؟ و أين مراكز بحوثها السياسية ؟

كلنا يعلم من يفكر ويضع الدراسات لمخططى القوى الكبرى المتشابكة فى منطقتنا العربية مثل دول الاتحاد الأوروبى والناتو والولايات المتحدة وإيران وتركيا، فكل هذه الدول لها مراكز أبحاثها الحكومية وغير الحكومية، التى تفكر لها وتضع لها الدراسات، فهى بمثابة بيوت خبرة سياسية واستراتيجية  “think tank” ، فأين مراكز البحوث التى تفكر للقوى الرئيسية المتبنية لمشروع الإحياء الإسلامى، ومن يضع لها الدراسات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية وغيرها، كى يستنير بها المخططون؟

يوجد على الساحة الآن، القوى التالية:
“تنظيم الدولة”
“شبكة تنظيمات القاعدة” 
“الإخوان المسلمون” 
“منظمات الجهاد المحلى”
“السلفية الحركية”

وكلها تعلن أنها تسعى لتحقيق عملية الإحياء الإسلامى، وكلها تخوض الصراع الساخن الدائر على أشده فى أفغانستان وباكستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، وكل الدول العربية فى إفريقيا تقريبًا، بالإضافة إلى مالى ونيجيريا وأثيوبيا وغيرها، فما المراكز البحثية المتفرغة للبحث والدراسة والتفكير ليل نهار لقادة هذه القوى كلها، أو بعضها؟

لا يوجد “تقريبًا”..

هناك حفنة صغيرة جدًا من مراكز البحوث الإسلامية ولكنها مع قلتها الشديدة فهى تتسم بعدد من الخصائص السلبية جدًا وأهمها أمرين: 

الأول- هناك حركة إسلامية مشهورة لها عدد من مراكز الأبحاث ــ رغم قلتها البالغة بالنسبة لحجم وأهمية الجماعة ــ إلا أنها أكثر المراكز البحثية الإسلامية العربية، لكن مراكزها البحثية تضعفها الآفة المشهورة، التى تضرب كافة مؤسسات هذه الحركة فى كل زمان ومكان، وهى أن جوهر وظيفة أى منها ليس هو تحقيق أهدافها المعلنة وإنما هدفها إتاحة فرصة عمل لأعضاء الجماعة وأحيانًا قلة من أصدقاء الجماعة المقربين ممن أعلنوا تخصصهم أو امتهانهم لهذا العمل، (الذى هو مجال معلن لعمل المؤسسة) ولا يهمهم مدى كفاءة الأشخاص هؤلاء ولا قدرتهم على تحقيق أهداف المؤسسة المعلنة..

الشىء المهم الوحيد هو الولاء للجماعة..

وهذا الأمر يفشل دائمًا مؤسسات هذه الحركة الإسلامية فلا تكاد تحقق أى من مؤسساتها أهدافها المعلنة، وإن نجحت فى الهدف غير المعلن وهو تشغيل أعضاء الجماعة، ولذلك فإن الجو العام حول هذه الجماعة يوحى بأن لديها مؤسسات متخصصة فى البحوث السياسية والاجتماعية و الإعلام والإدارة.. إلخ، وبالتالى تملك كوادر متخصصة فى معظم المجالات إلا أنهم فى حقيقة الأمر كوادر ضعيفة فى تخصصها حسبما أثبت الواقع عند اختبار المشكلات لهم فى أكثر من بلد عربى.
 وهناك عدد أقل من مراكز البحوث تتبع جماعات إسلامية أخرى أصغر وهذه قد تعد على أصابع اليد وبها نفس الآفة السابقة، فضلًا عن ضعفها وصغرها.
الأمر الثاني- هناك مراكز بحوث أقل من كل السابق لا تتبع جماعة ما ولكنها رهينة الأشخاص الذين يمولونها فلا يبحثون إلا من يريد الممول أن يبحثوه، فأبحاثهم لا تستجيب لمشكلات واقع العمل الإسلامى ومتطلباته وإنما تستجيب لرغبات المموليين، والذين غالبًا ما تكون رغباتهم غير مهمة للعمل الإسلامى والتحديات التى تواجهه.
 ربما الحل هو تكوين وقفية إسلامية لمركز بحثى كهذا بحيث لا يرتهن للممولين ولكن تبقى مشكلة أن يديره من يسند الأعمال فيه لذوى الكفاءة وليس ذوى الولاء التنظيمى أو الحزبى، وهذه مشكلة لا أعرف ما الحل لها، رغم أن تكوين الوقفية نفسها وإدارتها هو أمر تكتنفه العديد من الصعوبات. 
والعجيب أن أوروبا وأمريكا أخذوا نظام الوقف من الدين الإسلامى والحضارة الإسلامية، و يطبقونه الآن، أفضل من حالنا المعاصر.

قصف ثورة الشعب السوري

دعوة للتفكر في حال المسلمين اليوم

يتعطش المسلمون للانتصارات والبطولات، وذلك منذ الهزيمة المريعة التى أوقعتها دول أوربا بالعالم الإسلامى فى العصر الحديث، خاصة منذ القرن 19 الميلاد وحتى الآن، وهذا أدى لأزمة خطيرة، وهى أن أنواعا من متهورين وانتهازيين ومتاجرين بقضايا الإسلام والمسلمين ومتصدرين للقيادة بغير كفاءة ولا استحقاق استغلوا هذا التعطش لتحقيق رغباتهم الشخصية، وذلك عبر ركوب واستغلال مشاعر المسلمين وخداعهم بانتصارات أحيانًا وقتية قصيرة العمر، وفى أغلب الأحيان هى وهمية أو افتراضية ولا تمت للواقع الحقيقى بصلة.

لقد كان من الممكن أن تمثل دعوات الانضباط بالفقه، وبفقه السياسة الشرعية، والتعقل فى إدراك الواقع العملى طريقا بديلا يلوذ به المخلصون والصادقون، ذوو الاتزان النفسى من المسلمين، إلا أن الأمة الإسلامية كما ابتليت بالمتهورين والانتهازيين ومحبى الرياسة من غير الأكفاء، فقد ابتليت أيضا برموز متخاذلة أشربت قلوبها الجبن وحب الدنيا، استخدمت دعوات التعقل والتفكر التفقه والحكمة كستار لجبنها وتخاذلها وتعلقها بأهداب الدنيا، وهو أمر شوه وشوش الأمر فى عقول عامة المخلصين والصادقين من شباب الأمة، فصار بينهم وبين دعوات التعقل والتفقه والحكمة حاجز نفسى لارتباطها فى أذهانهم بالتخاذل والجبن، وانطلقوا يتسابقون على الهلكة تحت رايات الانتصارات الوهمية أو المؤقتة، أو حتى الافتراضية.
ولكن على كل حال فإنه لا سبيل صحيح إلا سبيل النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو سبيل كتبنا عنه مرارًا سابقًا، وسنستمر فى الكتابة عنه، إن شاء الله.

قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم “انما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتوق الشر يوقه” (حديث حسن) و قال تعالى “و لقد يسرنا القرآن الذكر فهل من مدكر “.. و قال تعالى “و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”.

اعتصام رابعة - صورة ارشيفية

حسابات الحركات الإسلامية في الاستراتيجية و التكتيك

يقول موريس دوفرجيه “في الصراع السياسي كما في جميع أنواع الصراع المعقدة يعمل كل امرئ وفقا لخطة تصورها من قبل و أنضجها كثيرا أو قليلا و لم يحسب فيها حساب هجماته و حدها ، بل حسب فيها أيضا حساب ردود العدو و وسائل مواجهة هذه الردود.
فهذه الخطة في القتال هي ما يسمى بالاستراتيجية، و مختلف العناصر التي تتألف منها الاستراتيجية (هجمات على العدو و أجوبة على ردوده) هي ما يسمى بالتكتيك”أ.هـ. من:  موريس دوفرجيه، المدخل الى علم السياسة ص 192.
نقلت هذا الاقتباس بنصه من أجل جملة محورية مهمة و هي ” بل حسب فيها أيضا حساب ردود العدو و وسائل مواجهة هذه الردود”، لأن هذا الأمر من أبرز نقاط الضعف لدى مخططي الحركة الاسلامية السنية في العالم كله و من أهم أمثلة ذلك أن جميع الحركات الاسلامية (بما فيها الاخوان المسلمون منذ الشيخ حسن البنا نفسه) منذ نشأتها و حتى الآن لم يحسبوا ردود فعل القوى العالمية و المحلية المعادية لهم، و في الحالات المحدودة التي حسبوا فيها جانب من رد الفعل المضاد فقدروا له من الرد ما يساوي ردا واحدا (خطوة واحدة)، و لم يتحسبوا للرد المعادي التالي لردهم على خطوة العدو الأولى.

و لنضرب مثالا من حادث قريب و هو تحسب الإخوان المسلمين في مصر من الانقلاب على محمد مرسي، فأولا جاء ردهم متأخرا، و ثانيا أعدوا لرد واحد وهو الاعتصام و التظاهر في ميداني رابعة و النهضة، و لم يتحسبوا لما بعد هذه الاعتصامات و المظاهرات.

و لنضرب مثالا آخر من اتجاه آخر و هو منظمة القاعدة عندما ضربت سفارتي أمريكا في كينيا و تنزانيا كانت أعدت خططا و تجهيزات، لضرب 120 هدفا أمريكيا حول العالم معظمها أهداف عسكرية، و لكن أميركا اعتقلت قياديا بالقاعدة بعد العمليتين بشهر و معه لاب توب به تفاصيل هذه الخطط فأحبطتها كلها، كما اعتقلت عددا كبيرا من قادة القاعدة حول العالم فأحبطت أعمالها منذئذ وحتى 2001.

فكأن المخططين الاسلاميين يفكرون كما أن الذي يعاديهم سيتلقى الضربة ثم يضع يده على خده منتظرا تحقيق هؤلاء الإسلاميين لمزيد من الخطوات و هو ساكن بلا فعل.
الوحيد الذي رأيته أشار لجانب واحد ما من هذا الأمر من بعيد هو الأستاذ فتحي يكن رحمه الله، عندما تكلم عن ظاهرة أسماها “التكامل و التآكل”، حيث أكد أنه من الملاحظ أن الحركة الاسلامية كلما اقتربت من الاكتمال من حيث بناءها و اعدادها لتحقيق هدفها فإنها تواجه هجوما من أعدائها يقضي عليها لفترة ما، بما يفرض عليها العودة من نقطة البداية من جديد عندما تتاح لها الفرصة للعمل ثانية.
و اكتفى الأستاذ يكن بهذا و لم يحلل و يبحث عن سبب هذا الأمر، فضلا عن أن يحدد علاجا أو حلا لهذه المشكلة التي تمنع الحركة اللإسلامية من تحقيق هدفها طوال قرن من الزمان و حتى الآن.
و أرجو التركيز هنا على أصل الموضوع و هو التخطيط الصحيح، بما يشمل ردود أفعال الخصوم و الرد على ردودهم بمائة خطوة للامام متسلسلة من الأفعال و ردود الأفعال المتبادلة.

تاج ملك - صورة أرشيفية

هل تريد الخلود ؟ هل تريد أن تكون ملكا ؟.. إليك الطريقة الناجحة

هل تريد الخلود ..؟

كل البشر يرغبون في الخلود لكن اغلبهم يبحثون عنه في المكان الخاطئ و بالطريقة الخاطئة.. و اليك ثلاثة سبل تجعلك خالدا.. و هي سبل حقيقية ثابتة في حديث نبوي صحيح:
– صدقة جارية … انظر الى الأوقاف الإسلامية التي أوقفت لأعمال البر منذ مئات السنين لازال ينتفع بها مليارات البشر حتى اليوم رغم نهب الناهبين لها.
– ولد صالح يدعو لك.
– علم ينتفع به … انظر الى كتب علماء سلفنا منذ مئات السنين و هي تجوب الافاق و ينتفع بها مليارات من البشر ككتب الشافعي و البخاري و أحمد بن حنبل و مالك و ابي حنيفة و ابن تيمية و ابن القيم و ابن كثير و الطبري و الذهبي و السيوطي و ابن حجر و غيرهم.
قال تعالى: (كل شئ هالك الا وجه) و قال (كل من عليها فان) و قال صلى الله عليه و اله و سلم: (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية و علم ينتفع به و ولد صالح يدعو له).
*****
أيكم يريد أن يكون ملكا؟؟

يكون ملكا بكل ما للملك من جاه و مال و تنعم و لكن بلا خطايا و لا ذنوب و لا ظلم لأحد و لا سخط من الله…
إليكم طريقة متاحة و مضمونة لمن شاء كي يكون ملكا..
قال تعالى في سياق وصف الجنة (و إذا رأيت ثم رأيت نعيما و ملكا كبيرا)
و في الحديث النبوي ما معناه : أن أقل شخص في الجنة يكون له مثل ملك من ملوك الدنيا.